Wednesday, August 6, 2008

مجلة الكفاح العربي / لطيفة .. في الكام يوم اللي فاتوا




لطيفة
لطيفة في «الكام يوم»:
تميز في الأداء والاختيار عابته «الزحمة»

من حق المطربة لطيفة التونسية ان تعيش كل السعادة الفنية, خصوصاً وانها لم تكد تفرح بنجاحها الكبير في مهرجان الجزائر الغنائي الذي كانت نجمته من دون اي منافس, حتى تلقت اولى ردود الافعال الشعبية والنقدية على ألبومها الغنائي الجديد «في الكام يوم اللي فاتوا» الذي صدر عن شركة روتانا منذ ايام, وضم 13 اغنية, تعاون على كتابتها وصياغة الحانها وتوزيع موسيقاها, مجموعة من ابرز اهل التأليف والتلحين والتوزيع من شباب هذا الجيل المتميزين: نادر عبد الله, تركي السديري, بهاء الدين محمد, عصام حسني, جمال الخولي, محمد الرفاعي, ايمن بهجت قمر والكبير الراحل عبد الوهاب محمد, في مجال التأليف, ووليد سعيد وتامر علي وحمدي الصديق ومحمد يحيى وحسين لاسنامي ونصير شمّا والبارع الكبير أمجد العطافي, في مجال التلحين, وتميم وعادل عايش ومدحت خميس وحسن شافعي واحمد ابراهيم وتوما وعصام الشرايطي وعمر حمدي في مجال التوزيع الموسيقي.بداية, نشير الى ان معظم مضامين نصوص اغنيات ألبوم «في الكام يوم اللي فاتوا» جاءت لتطرق مواضيع مختلفة, كما ان الالحان كلها تميزت بالانسجام والتوحد مع الكلمات, وبالتفاعل مع التوزيع الموسيقي الذي اكد امكانية التمازج ما بين الايقاعات الشرقية والغربية, ولكن بالمقابل, لا يسعنا الا التساؤل عن اسباب حشر 13 اغنية في ألبوم غنائي واحد, ما صعّب على المستمع إليه هضم الاغنيات كلها, واستناداً الى استماعنا المكرر لكل الاغنيات, نجزم بأن ما لا يقل عن 3 او 4 اغنيات كان يمكن الاستغناء عنها, خصوصاً انها, رغم جمالها, لم تضف اي جديد الى غناء لطيفة التي كان عليها الاكتفاء بلحن او اثنين على الاكثر من الملحن الواحد, وهو الامر الذي كان سيتيح للملحن, تقديم افضل ما ابدعه, ولا نعلم من نصح المطربة لطيفة باختيار 4 او 5 الحان من ملحن واحد؟!وفي الالبوم, اغنيات مميزة جداً, سواء في مضمونها او صياغة الحانها او في ابرازها للمساحة الفضلى في صوت لطيفة, واول هذه الاغنيات هي التي كتبها الراحل عبد الوهاب محمد «روحي بترد فيّي» ولحنها بحب كبير الفنان أمجد العطافي صاحب التجارب السابقة الناجحة مع المطربة لطيفة في اكثر من لحن, ونجزم ان هذه الاغنية سيكتب لها العمر المديد خصوصاً وانها ابرزت بوضوح المساحة المضيئة في حنجزة لطيفة, كما قدمتها في لون رومانسي طربي متجدد, اشعر المستمع بشجن الغناء الجميل المفتقد في هذا الزمان, حتى ان صرخة الـ«آه» العفوية التي ترافقت مع نهاية الاغنية, اتت كتعبير صادق حي وطبيعي, وخيراً فعل مهندس الصوت هاني محروس عندما أبقى على هذه «الآه» المعبّرة في التسجيل.عودة لطيفة في ألبوم «في الكام يوم اللي فاتوا» موفقة وناجحة ومنتظرة من محبيها ونعتقد ان الالبوم, والنجاح الذي بدأ يتحقق له, سيكون فاتحة خير مشجعة لاصدار ألبومات اخرى, مع التمني دائماً بتنويع الملحنين وتحديد عدد الاغنيات, لأن الكثرة, برأينا المتواضع ربما تفيد صاحبات الاصوات المتواضعة والضعيفة, وليس المطربات القادرات على تقديم الغناء الحقيقي, كما لطيفة.
عبد الرحمن سلام

No comments: