وجهت رسالة وفاء إلى يوسف شاهين وغنت لأول مرة لنصير شمّة: لطيفة العرفاوي تخطف الأضواء من المهرجانات التونسية وتفرض الإمتاع
تونس - صالح عطية :أجمع النقاد والإعلاميون، على نجاح عرض الفنانة التونسية ـ العربية، لطيفة العرفاوي الذي قدمته أول أمس على "ركح" مسرح قرطاج الأثري.. فقد أكدت لطيفة، قدرة فائقة على شدّ المشاهدين، ونجحت في الخروج من الرتابة والملل الذي عانت منه بعض عروض مسرح قرطاج الأثري.. استغلت لطيفة بإتقان كبير، ذكاءها وسعة تجاربها في مجال الموسيقى والغناء والمسرح والسينما، إلى جانب انفتاحها على عديد من الأنماط الموسيقية، العربية منها والغربية، بما جعلها تتحكم بشكل جيّد بزمام السهرة وتفاصيلها الركحية، من خلال عرض سجلت فيه نجاحا غير مسبوق، حيث أمتعت جمهور قرطاج الذي غض بالجاليات العربية المقيمة في تونس، وذلك على امتداد أكثر من ساعتين أمام نحو عشرة آلاف متفرج امتلأت بهم مدرجات المسرح الأثري بقرطاج.. حرصت الفنانة التونسية على إكساب عرضها عناصر جمعت بين الديكور رفيع المستوى، وعملية الإخراج شديدة الإتقان، وكيفية التصوير وزواياه، وطريقة أداء المجموعة الموسيقية التي رافقت الفنانة طوال العرض الفني، وهي العناصر الأساسية التي أجبرت المتفرجين على الانخراط في الحفل، والتفاعل بانسجام يكاد يكون "صوفيا"، مع الأغاني والإيقاعات المتنوعة التي قدمتها لطيفة في عرضها أول أمس.. لمسة وفاء إلى شاهين.. لم تنس لطيفة الصيت الذي حظيت به إثر مشاركتها في فيلم "سكوت حنصوّر" للمخرج الراحل، يوسف شاهين، حيث حملت الجمهور باتجاه لحظات اعتراف لهذا العبقري، من خلال أداء أغنية "تعرف تتكلم بلدي وتشم الورد البلدي"، التي غنتها في هذا الفيلم السينمائي الشهير، وفيما كانت لطيفة تغني، كانت الشاشة العملاقة لركح مسرح قرطاج تعرض صورا للراحل أثناء تصوير مشاهد من الفيلم.. وهو ما جعل الجمهور ينساق في تجلّ كامل مع هذه اللمسة التي تنمّ عن صدقية الفنانة ووفائها لمن فتحها على عوالم الفنّ السابع.. ثم ما لبثت أن عادت لطيفة إلى باقتها من الأغنيات التي جمعت بين القديم والجديد، انطلاقا من "بنص الجو" و"الحومة العربي" و"ماتروحش بعيد"، بالإضافة إلى "يا سيدي مسي"، قبل أن تفاجئ الجمهور بعمل جديد للملحن، نادر عبد الله، حمل عنوان "في الاكم يوم اللي فاتوا" و"يا غدار"، وهي اللحظات التي جسدت توافقا رومانسيا كبيرا مع الجمهور الذي فلت من كل انضباط، لينطلق في نوع من الهستيريا، راقصا حينا ومرددا معها مقاطع مما تغني حينا آخر.. العراق في البال.. لم تقدم لطيفة الأغنيات الرومانسية والعاطفية فحسب، وإنما حرصت على تقديم جديدها الذي كان ثمرة تعاون مع الفنان العراقي، نصير شمّة، الذي يحظى باحترام وحبّ كبيرين من الجمهور التونسي.. فغنت لطيفة على إيقاع رنّة العود الذي كان يعزفه نصير شمّة تحت تصفيق شديد من الجمهور، قصائد "سلام على دار السلام" و"عتبي على أن العتاب طويل" و"بغداد لا أهوى سواك"، التي تمثّل مرثية لبغداد طغى عليها الإيقاع الجنائزي الحزين، قبل أن ينخرط الفنانان في تقديم أغنيات عاطفية مثل "لو سهران حبيبي"، إلى جانب أغنية "في ليالي تعدي علينا" للملحن الجزائري حسين الاصنامي.. وهكذا نجحت لطيفة العرفاوي، في تكذيب عديد المشككين الذين أبدوا تحفظات قبل انطلاق العرض، عن قدرتها على التوفيق بين ألوان وتجارب موسيقية عديدة على خشبة المسرح الأثري بقرطاج
تاريخ النشر:يوم الأربعاء ,6 أغسطس 2008 12:20 أ.م.
Wednesday, August 6, 2008
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment