Sunday, November 2, 2008

لطيفة: الشعر العربي روح الغناء ( الامارات اليوم 24 أكتوبر


كشفت الفنانة لطيفة عن تعاونها حالياً مع الكاتبة أحلام مستغانمي التي تكتب قصة وسيناريو فيلم تعود فيه لطيفة للتمثيل السينمائي، وعن تعاونها أيضاً مع الكاتب أحمد صالح، الذي اعتبرته من أهم الكتّاب في السينما العربية، وعبرت عن أسفها أن «العالم العربي لم يتلقف الثروة الأدبية التي مثّلتها أحلام مستغانمي، منذ روايتها الأولى» ذاكرة الجسد، والتي وصفتها «بثورة في عالم الرواية تشبه تلك التي أحدثها نزار قباني في الشعر». وأضافت ان الحياة كلها الآن مغامرة، وأن حياة المواطن العربي الآن رهينة السياسة التي «تدخلت في كل تفاصيلنا».
مسرح وانتقدت لطيفة غياب المسرح الغنائي الهادف في الوطن العربي، والذي تمنت منذ طفولتها أن تقدم أعمالاً تندرج تحته، ولم تتح لها الفرصة إلا مع حكم الرعيان لمنصور الرحباني، وهو العمل الذي يمثل «خطوة انتقالية جديدة» في حياتها الفنية، سبقتها خطوة أخرى مهمة أيضاً هي العمل مع المخرج يوسف شاهين في فيلم «سكوت ح نصور»، الذي أتاح لها فرصة اكتشاف ذاتها وما لديها من إمكانات وقدرات كامنة.
أما الخطوة الثالثة المؤثرة في حياتها فتمثلت في تجربتها مع زياد الرحباني والتي تميزت بالكثير من الجرأة والوضوح والنضج كما أشارت، موضحة ان تمسكها بتقديم «يا أبيض يا أسود»، يرجع إلى رغبتها في تمثيل دور غير دور المرأة المحبطة المستسلمة، «أردت أن أجسد المرأة القوية التي تُخرج ابنها قوياً لا مهزوزاً ضعيفاً».
وحول اهتمامها بالعمل السياسي، قالت خلال لقاء معها على هامش مهرجان الشرق الاوسط السينمائي الدولي في أبوظبي الذي اختتم أخيراً، «حياتنا كلها مرتبطة بالسياسة، فالماء الذي نشربه يتعلق بالسياسة، والهواء الذي نتنفسه هو سياسة، والخبز الذي نأكله سياسة، والسياسة بالنسبة لي ليست كراسي حكم ووزارات، بل هي العلم لأولادنا، والموقف ضد احتلال بلد بذرائع واهية، وقد ربتنا أمي على أن الوطن العربي كله هو بلدنا، ولذا تحمل أغنياتي وأعمالي رسائل وطنية بقدر المستطاع، كما ان التسليم بالهزيمة اعتبره نكراناً وكفراً بالنعم التي أعطاني إياها الله، لذلك اعتدت ان أتقبل قدري بكل إيجابية، مع أنني لستُ امرأة قوية ولي نقاط ضعفي، ومن نقاط ضعفي أنني أغار على عروبتي وأصرخ وأبكي، وأنهار لما يحدث للبلاد العربية».
قصائد واعتبرت الفنانة لطيفة أن الشعر العربي والقصائد بالنسبة إليها «هي روح الغناء» ومن اهم القوالب الفنية، وهو ما دفعها لتقديم قصائد وطنية كثيرة لأبي القاسم الشابي وغيره من الشعراء القدماء والمعاصرين، كما غنّت القصائد العاطفية ايضاً، والتي آخرها ما ستقوم بغنائه قريباً من تلحين الفنان كاظم الساهر، كما ستغني أربع أغنيات جديدة مع محمد حسن باللغة العربية الفصحى التي تعشقها.
وأضافت «بالنسبة للفن الخليجي فأنا أحبه جداً، ولي عملان سيريان النور قريباً مع ناصر الصالح، كلمات منصور الشابي»، كما عبرت عن فخرها بالغناء مع الموسيقار نصير شمة أغنية «سلام على دار السلام»، أمام الجمهور التونسي ضمن حملة تبرع لصالح اللاجئين العراقيين في سورية، وقالت: «ما دفعني للقيام بهذه الخطوة ثقتي بالجمهور التونسي، فهو جمهوري الذي أحب فيه التزامه بالقضايا العربية الكبرى في فلسطين والعراق، وهناك مشروع جديد يجمعني مع شمة سيتم إطلاقه في أبريل المقبل في أبوظبي».
وعن علاقتها بالتمثيل بعد تجربتها مع يوسف شاهين، قالت لطيفة التي تستعد للقيام بجولات في أوروبا والعالم العربي في ألمانيا والكويت وغيرهما، لإحياء حفلاتها الغنائية: «مَن لا يغامر فليترك الفن، فالفن في رأيي مغامرة مستمرة وجرأة وتجربة واختيار وثقة، وعملي مع شاهين علمني المغامرة، وهو الذي شجعني على إعادة تجربة التمثيل في «حكم الرعيان»، وكانت وصيته الأخيرة لي بالاستمرار في السينما والتمثيل»، لافتة إلى أن الجرأة في الأعمال التي قدّمتها ترجع إلى البيئة التي تربّت فيها في تونس، لأنها بيئة منفتحة على كل الثقافات، وتعيش أجواء من الحرية التي تؤمن بجدية الفن وأهميته.

No comments: