وقد قدّم الاثنان مجموعة من الألحان من تأليف السيد شمّة أبرزت براعته ومهاراته في استخدام إحدى أقدم الآلات الموسيقية وامتزجت بالقدرات الصوتية الاستثنائية التي تتمتع بها الفنانة لطيفة، كما تخلل الحفل العرض العالمي الأول لعدد من أحدث مؤلفات نصير شمّة.
ويندرج هذا الحفل الذي انتظره الجمهور وشهد إقبالاً كبيراً، ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السادس للموسيقى والفنون وهو من تنظيم مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون، ويجمع بين ألمع الفنانين من الشرق والغرب ويقام تحت رعاية كريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان وليّ عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة.
نصير شمّة
يعتبر نصير شمة واحداً من أبرز المؤلفين والعازفين على آلة العود ومن أهم الفنانين في الشرق الأوسط، كما يعرف بأنه أستاذ بحق وخبير بهذه الآلة الموسيقية القديمة، ويعد نصير الفنان الحي الوحيد الذي ابتكر آلة عود من ثمانية أوتار (بدلاً من الأوتار الستة المعتادة) وفقاً لمخطوطة الفيلسوف الموسيقي الشهير الفارابي التي تعود إلى القرن التاسع.
ومتابعةً لمسيرته الفنية، يدير نصير شمة حاليا "بيت العود العربي" الذي أسسه في 1998 في القاهرة، تلاه في العام 2007 "بيت العود العربي" في أبوظبي الذي افتتح بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون.
وخلال حفل مساء أمس، سُلّط الضوء على مهارة السيد نصير وخبرته في العزف على آلة العود والتي دفعت باسمه إلى عالم الشهرة، وبالتعاون مع أوركسترا السر، قدّم نصير شمّة مجموعة مثيرة من الألحان الصعبة والتي يعزف العديد منها لأول مرة جامعاً بين الأساليب التقليدية التي تعود إلى مئات السنين وأسلوبه ألتأليفي المعاصر وهو يناشد إرث الأراضي العربية الغني الذي أوجد آلة العود في بادئ الأمر
لطيفة
آية من آيات الموسيقى منذ عمر السادسة، نمت لطيفة لتصبح إحدى أكثر المغنيات شعبية في الشرق الأوسط. وهي تمتلك في رصيدها أكثر من 10 ألبومات تجمع بين مختلف الأساليب واللهجات العربية حيث إنها لطالما سعت إلى أن يتميّز عملها بالتنوّع والرقي حتى اتسعت قاعدة محبيها لتشمل أقاصي الأرض.
وحقيقةً، فهي لم تخيّب آمال عشاق فنها مساء أمس عندما صعدت إلى المسرح في بداية الجزء الثاني، لتضيف أسلوبها المميز إلى مؤلفات نصير شمة الرائعة.
وبالإضافة إلى الغناء، اشتهرت لطيفة أيضاً في مجال التمثيل حيث كانت ضمن أوائل الفنانين العرب الذين يصورون شريطا غنائيا على طريقة "السينما-كليب"، كما شاركت في فيلم يوسف شاهين "سكوت.. ح نصوّر" في العام 2001، وفي مسرحية منصور الرحباني "حكم الرعيان".
سعيد كمال وأوركسترا السر
عمل المايسترو المصري وقائد أوركسترا السر في عملهم الافتتاحي سعيد كمال مع نصير شمة لمدّة تزيد عن عشرة أعوام، حيث كان قائداً لأوركسترا "عيون". ولمعت مساء أمس أوركسترا السر تحت إشرافه حيث قدّمت أداءً مفعماً بالحماسة والشغف. وتضم الأوركسترا مجموعة من ألمع وأفضل الموسيقيين المصريين، انتقاهم نصير شمة شخصياً ليرافقوه في أسلوبه العربي المعاصر الفريد من نوعه ويؤدوا معه مؤلفاته المعقدة والتي تحتاج إلى مهارات استثنائية.
وتختتم فعاليات مهرجان أبوظبي السادس للموسيقى والفنون مساء غد بحفل عزف على البيانو لكريم سعيد في المدرسة البريطانية وهو من تنظيم مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون، وقد تولّت الإنتاج التنفيذي شركة "آي أم جي آرتيستس" الشركة الرائدة في إدارة الفنانين العالميين. كما يقام المهرجان بدعم من هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، الراعي الرئيسي للمهرجان، بالتعاون مع شركة مبادلة والاتحاد للطيران.
عن أدماف:
تأسست مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون في العام 1996، وهي منظمة لا تهدف الربح تقوم على العمل الخيري. تسعى أدماف إلى رفد الرؤية الثقافية لأبو ظبي وتنتهج في نشاطاتها أرقى معايير المؤسّسات المسؤولة اجتماعياً. كما أنّها تشجّع الفنون والتربية والثقافة والإبداع في الإمارات، فتؤدّي رسالتها تحت رئاسة ورعاية معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي. وتجدر الإشارة إلى أنّ المجموعة هي من أنشأ مهرجان أبو ظبي للموسيقى والفنون في العام 2004.
ومن الإنجازات الأخرى التي حقّقتها المجموعة نذكر إطلاق برنامج "رُوَّاد الصحافة الشابة في أبو ظبي" في العام 2008 بهدف تشجيع مشاركة المواطنين الشباب المباشرة في الصحافة الإماراتية، ومعرض "لغة الصحراء" الذي يُقدِّم أعمال فنانين معاصرين من الخليج العربي، والمهرجان العالمي النصف سنوي للرسوم الهزلية والكرتونية، والأسبوع الفرانكوفوني، إلى جانب تنظيم فعاليات الأعياد الوطنية وغيرها من النشاطات الثقافية.
وأيضاً، تُنظِّم مجموعة أدماف وترعى عدداً من الجوائز الرفيعة المستوى في الإمارات العربية المتحدة، وذلك ضمن إطار رسالتها التربوية، وتضمّ هذه الجوائز: جائزة الإبداع السنوية (أطلِقَت في العام 1999)، وجائزة مهرجان أبو ظبي للموسيقى والفنون (أطلِقَت في العام 2004)، وجائزة معرض الرسوم الهزلية والكرتونية (2007).
No comments:
Post a Comment